الخميس، 7 أبريل 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
                                                    السلام عليكم            
أخي الكريم ... أقدم لك هذه النصيحة النابعة من قلبي، و حسبي أنني أقدمها لك و إن شئت فاجعلها تحت قدمك، فوالله ما ترددت في نصحك إلا بسبب ما أراه فيك – على ما أحسب – من اعتداد بالنفس و حماسة شبابية في غير موضعها.
و أذكرك أنني لم أرد يوما أن آخذ مكانك و لا زعزعة منصبك، بل كنت من أشد المدافعين عن بقائك لعدم رغبتي في العودة إلى الخطابة ( التي لم أطلبها في السابق بل أسندت إلي في أوقات حرجة و الله على ما أقول شهيد )، و اعلم أنه بعد انتهائي من أداء الخدمة الوطنية عرض علي أن أحل محلك في عديد المرات و رفضت رغم عدم رضائي عن أدائك، و رغم أني كنت في اللجنة و أني كنت ألقى الإجماع فيها، كما و أنني حين قدت حملة ضد رئيس الجمعية رفضت أن أقود الحملة ضدك لسبب بسيط أقوله بكل صدق و هو عدم وجود البديل و رفضي أن أكون ذلك البديل.
الآن أريد أن أسألك سؤالا بسيطا ؟
هل تعتقد أنك في المستوى ( للإمامة و الخطابة علما و منهجا و أداء ) ؟
أما حكمي عليك الذي أقوله بكل صراحة و ثقة و الذي و الله كنت أتمنى أن يكون عكسه هو الصحيح فاسمعه مني:
-         قراءتك للقرآن كارثية بكل معاني هذه الكلمة: صوتا ( فهو أحيانا مزعج و أحيانا شاذ و يميل إلى الأغاني و أحيانا غير مستقر ينتقل بين الألحان المختلفة غير المتناسقة ) و أحكاما ( و هذه أكثر كارثية - و أنا أعلم أنك تعتقد نفسك في القمة – و في الحقيقة أن مستواك ضعيف جدا بدءا من مخارج الحروف إلى أمور أخرى كثيرة يضيق المقام عن ذكرها ) و حفظا ( و هي طامة ما بعدها طامة ففي حين أنك تزعم من خلال تقدمك لصلاة التراويح أنك تحفظ القرآن كله فهو مع ذلك حفظ غير متقن تماما مع كثير من الأخطاء حتى في الشكل و هذا أمر عجيب )." باختصار "
-         دروسك و خطبك كارثية أيضا: سواء من ناحية المواضيع ( التي هي مكررة سطحية فقيرة جافة ...) أو من ناحية المنهج ( فهو غامض مضطرب مهلهل غير مستقر . أقصد ليس هناك خط و خطة واضحة بالتركيز على موضوع معين : كالتركيز على قصص القرآن مثلا أو الحديث عن العقيدة و الإيمان أو الفقه من خلال شرح كتاب معين أو شرح أحاديث أو تفسير للقرآن . و كذلك فالمذهب غير واضح و هذا أيضا يدخل في المنهج  ) أو من ناحية الفن الخطابي الذي لا يوجد له أثر ، و طبعا أنت تظن نفسك في القمة ( تكرار ممل لكلمات جوفاء مثل: اسمعوا معي – لو تذكرون – يا عباد الله – يا إخوان – ماذا ؟ - يا ترى ؟ - لا ورب الكعبة – الجواب : لا - ....إلخ، و عدا التكرار فالمعنى البسيط تظل تدور معه كما يدور حمار الرحى دون فائدة بل أحيانا يكون المعنى قريبا بسيطا فتعقده بذلك الدوران الذي يدور معه الرأس، و كذلك ترتكب أخطاء كثيرة في المنطق فتنطلق من مقدمات لتصل إلى مقدمات لا علاقة لها بالمقدمات ) أو من ناحية التكرار الممل للحديث عن الحجاب و التبرج و الغناء و الموسيقى و الزنا و اللواط و الفسق و المواضيع النسائية الممجوجة و هذا في كل جمعة تقريبا و دون أي مقدمات و لا علاقة لها بالموضوع المطروق............إلخ
-         أما عن اللغة فحدث و لا حرج ، و طبعا فأنت تعتقد نفسك في القمة، و الحقيقة أن مستواك، و الله ، أضعف من الضعيف، و أنك تقع في أخطاء لا يقع فيها الأطفال و لو ذكرت لك شيئا منها لضحكت على نفسك و من ذلك مثلا أنك تقول دائما ( و قلتها في جمعة اليوم 17/09/2010) يندني لها جبين الحياء و هي: يندى لها جبين الحياء أي يظهر ذلك العرق الذي يشبه الندى على الجبين ليس من الحرارة و إنما من الحياء.
-         و أخيرا و ليس آخرا الأخطاء التي يمكن أن أصفها بالأخلاقية: فأولها: أنك تحترف الكذب و المداورة في عديد المرات و لا أريد أن أذكر لك أمثلة على ذلك، و ثانيها: أنك في دروسك تفوهت كثيرا بكلمات لا يصح قولها بدعوى أنه لا حياء في الدين و الحقيقة أنك خدشت الحياء كله ( مثلا فقط في رمضان استعملت مصطلح " زبلتها " كناية عن الاحتلام ، و اليوم 17/09/2010 ذكرت أنك شاهدت في الأنترنت امرأة كتبت ألفاظا مقدسة في موضع البول .. ما هذا ؟؟؟ هل نحن بصدد فيلم جنسي و دعوة إلى الرذيلة ... تستأهل على هذا كلاما قبيحا. و ثالثها: أنك في عديد المرات و في أثناء الدروس كررت كلاما عن النيام جمعات متتالية إلى درجة غير مقبولة فوالله لم أر في حياتي إماما يستعمل هذا مع أولئك النائمين رغم وجودهم في كل مسجد و خاصة في المساجد التي يوجد بها أئمة لا فائدة من دروسهم، و في رمضان وصل بك الأمر إلى حد القول بنبرة غاضبة لا تليق بإمام و بلهجة سعودية غريبة " ما في كلام .. ما في كلام .. عندما أبدأ الدرس ما في كلام ..." ههه ما هذا ؟ و رابعا: بالنسبة لبعض الإخوة الذين يصلون خلفك و الذي يحاولون الفتح عليك أو تصحيح الأخطاء كنت تغضب منهم و ترفع صوتك عليهم أثناء الصلاة و تعنفهم بعد الصلاة....و خامسا: حديثك إلى المصلين بخصوص الحث على الصدقة بكل وقاحة مثل تسميتها بقهوة رمضان و تكرار هذا التعبير المؤسف فهم يتصدقون و يشربون القهوة و حتى إذا شربوا كل أموالهم قهوة فلا شأن لك بذلك و لست وصيا على أموالهم و ما هكذا يكون الترغيب، و مرة تتحدث عن عدم قبول صدقة من يخرج أمواله محرجا و لا شأن لك بذلك و تستطيع الترغيب دون استعمال هذه الفظاظة ( و الحقيقة أن قاموسك غني جدا بألفاظ القسوة و الفظاظة و ناضح بكراهية المجتمع كله رغم حديثك المستمر عن النبي الرؤوف الرحيم و أظن أنك مدعو إلى تطهير و تليين هذا القاموس قبل كل شئ ) و سادسا: حديثك إلى النساء في رمضان لم يكن لائقا أبدا و كان مريضا معقدا فبعد ثلاثة أيام فقط رحت تذكر حديث من تعطرت فهي زانية ( و الله من تريد الزنى لن تنتظرك و لن تأتي إلى المسجد لتسمعك و كنت في غنى عن ذكر الحديث على الأقل من باب الحكمة و حسن الدعوة لكن كل إناء بما فيه ينضج ) و وصفتهن كذلك بقطعان الغنم و هذا لا يليق. و بلغني أن النساء كذا و كذا و أنتن يا من خلف الحائط و هذا كله تطلع و جوسسة و أساليب مؤسفة.
إلى غير ذلك من الأخطاء التي لا أحصيها.
بعد هذا آتي إلى النصيحة التي أردت إسداءها لك من زمان و ربما لم تكن الفرصة قد حانت و لكنها الآن حانت و بانت و اتضحت.
و أريد أن أتساءل بعد كل هذا: ما هو السبب في كل هذه الضحالة و الضعف و القسوة ؟
أولها طبعا كان الغرور
و هذا الغرور دفعك إلى الدفاع عن جهلك بدعوى أن غيرك هم الجاهلون، و والله ثم بالله ثم تالله لن تتعلم أبدا و لن تتقدم خطوة إلى الأمام حتى تعترف بجهلك و إذا ظن الإنسان أنه علم فقد جهل.
هذا الغرور و الدفاع عن الجهل و العجز و اعتقاد العلم مع شدتك و قسوتك الظاهرة دفعك إلى أمر آخر و هو التسرع فعدم تمحيصك و تحقيقك و تدقيقك للأشياء جعلك لا تتقن شيئا ، فقد حاولت جمع القرآن كله فلم تتقنه لا حفظا و لا أحكاما، و حاولت الإحاطة بكثير من العلوم الإسلامية فلم تحط بشيء منها، و هذا الخطأ سببه أنك حين هداك الله للانقياد لأمره ( و لم تكن كذلك إلى وقت قريب و أنت تعلم ) لم تضع لنفسك منهجا لتعلم العلم و لا مبادئ تحكمك و لا أولويات بل أردت أن تكون في لحظات الداعية الناجح و هيهات هيهات فوالله ما زلت بعيدا عن هذا بسنوات ضوئية، و ما غرورك إلا بسبب أنك وجدت من قدم لك ميكروفونا و صبر على الاستماع إليك و لو كنت في مكان آخر يتميز أهله بالمستوى العلمي و الثقافي لما قبلوك حتى للأذان.
أنا واثق من نفسي أنك ستصدم بهذا الكلام و هذا طبيعي لأن من يعتقد أنه في القمة سيصدم لا محالة إن اكتشف فجأة أنه في السفح أو في القاع، أو لعلك تعتقد أنني أحسدك أو أحقد عليك، و هذا  وارد أيضا فأبشرك أنك و الله ستكون عظيما من العظماء لو حسدتك لأني سبقتك إلى هذا الميدان و لا أدعي أن لي فيه سبق أو تفوق أو إنجاز، و زيادة على ذلك لولا أن الله ابتلاني بسرقة ثلاث سنوات من عمري بسبب الخدمة الوطنية لما أتيح لك أصلا أن تحلم أن تصبح إماما و كنت سأمنعك حتى من الأذان حتى تبرهن على تفوقك، و أنت تعلم أنك لم تكن إماما إلا حين ذهبت إلى الخدمة الوطنية و اليوم ليس لي أي رغبة في العودة إلى الإمامة و لذلك أنت في مكانك و لولا ذلك لعدت إلى سابق عهدك.
أريد أن أختصر لك نصيحتي الصادقة في أحد أمرين:
الأول: أن تكتفي بالقدوم إلى المسجد يوم الجمعة كما يفعل كل الأئمة، و تقدم درسا و خطبة في المستوى بعد أن تحضرها جيدا فينتفع الناس بك و لا يملونك.
الثاني: أن تأخذ بنصيحة ابن عطاء الله، و أن تدفن وجودك في أرض الخمول أي أن تتوقف عن الخطابة و تدفن نفسك من جديد و تعيد تكوين نفسك من جميع النواحي حتى إذا عدت يوما ما تكون قد تخلصت من كل هذه العيوب و الأخطاء، و والله إن هذا في مقدورك جدا و أنفع لك فإنه حسن للإنسان من حين لآخر أن يرسكل نفسه، و لا تقل لي كيف تحكم على مستواي و أنا أستاذ في الثانوية فوالله ما كونك أستاذا بدال على أنك في المستوى و لا أنا كأستاذ في الجامعة أزعم أن لي ذلك المستوى . و ثق أنني نصحتك بكل إخلاص و أعلم أنك ستتردد في ترك هذا العمل لأنك ألفته و لكن و الله هو خير لك، و إن لم تفعل و هذا شأنك فستذكر يوما ما هذه النصيحة و تقول يا ليتني أخذت بها. اقرأ هذه الرسالة مرات و مرات، و اسأل نفسك هذا السؤال: هل قال لي هذا الكلام إلا لأن هذا هو ما يعتقده حقا لا تكلفا، و ما ذا لو كان كثير من الناس يرون نفس هذا الرأي ، و ماذا لو كان كلامي هذا هو الصدق و أن ما كنت تعتقده عن نفسك هو الباطل، فاعلم أن هذا رأيي فيك و لست حقودا عليك بقدر ما أريد لك الخير.
و أعتذر عما يكون قد بدر في كلامي من قسوة
و الحمد لله أولا و آخرا                                         ف ب يوم 17/09/2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق